المنشورات

المنشورات

المسيح في القرآن: بين حقيقة الشخصية ومسألة الصلب رؤية جديدة

المسيح في القرآن: بين حقيقة الشخصية ومسألة الصلب رؤية جديدة

يطرح القرآن الكريم في آية محورية موجهة إلى أهل الكتاب مبدأ "الكلمة السواء" كأساس للحوار بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى، خاصة المسيحيين. يقول تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64]. تشير هذه الآية إلى أن نقطة الالتقاء والاختلاف المحورية تدور حول شخصية المسيح عيسى ابن مريم، الذي هو "كلمة الله" وروح منه. هذه الورقة تستعرض رؤية متكاملة لطبيعة المسيح وحادثة الصلب كما يمكن استقراؤها من النص القرآني، مقارنة ببعض الروايات الإنجيلية، مع مناقشة الآثار الإيمانية والعقدية المترتبة على ذلك.

1. المسيح: الكلمة السواء والطبيعة الفريدة

يدعو القرآن إلى "كلمة سواء"، وهي كلمة الحق والعدل التي يجتمع عليها الناس. وفي سياق الخطاب لأهل الكتاب، فإن هذه الكلمة تتجسد في الاعتراف بالله الواحد وبتوحيده، ولكن القلب النابض لهذه الدعوة هو التوافق على حقيقة المسيح. فالمسيح هو "كلمة الله" التي ألقاها إلى مريم، وروح منه. يقول تعالى: {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ} [النساء: 171].

من خلال هذا التوصيف القرآني، تتبلور صورة فريدة للمسيح: فهو ليس إلهاً، وليس ملاكاً خالصاً، وليس بشراً عادياً. إنه كائن بشري المظهر، لكنه متلبس بروح ملائكية. هذه الهوية المركبة تفسر قدراته العجائبية، فالإنجيل – في هذه الرؤية – ليس merely نصاً مكتوباً، بل هو سيرة المسيح ذاتها: أفعاله، وأقواله، وصفاته الخارقة التي هي من طبيعته الروحية. إنه الصورة البشرية التي تحوي روحاً سماوية، مما يجعله حقيقة جامعة يمكن أن تكون أرضية للحوار.

2. حادثة الصلب: بين الوهم في فهم القرآن والحقيقة التاريخية المتصورة

تعتبر قضية صلب المسيح من أكثر القضايا إثارة للجدل بين الإسلام والمسيحية. يؤمن المسيحيون بموت المسيح على الصليب كحقيقة تاريخية وعقيدة فدائية، بينما ينفي فهم المسلمون أن القرآن ذلك نفياً قاطعاً في آية محكمة: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ} [النساء: 157].

لكن الرؤية المطروحة هنا تقدم تفسيراً دقيقاً لمفردتي "القتل" و"الصلب":

الصلب ليس مجرد وضع على خشبة: إنما المقصود بالصلب هنا هو "التعذيب" حتى الموت، وهو المعنى الذي تؤيده آية الحرابة في القرآن: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا} [المائدة: 33]. فالصلب عقوبة تعذيبية.

استحالة تعذيب المسيح وقتله: يستند النص إلى منطق استقصائي: كيف يمكن لمن يحيي الموتى ويزيل الآلام أن يُقتل أو يتألم؟ بحكم طبيعته المركبة (جسد بشري وروح )، فإن الأفعال الجسدية من جرح ووضع الشوك لا يمكن أن تسبب له الألم بالمعنى الإنساني المألوف، أو تؤدي إلى قتله. لقد حاولوا قتله وصلبه "فَعَلًا"، لكن "الأثر" – وهو الموت والتعذيب – لم يتحقق.

معنى "شُبِّهَ لَهُمْ": ليست المسألة استبدال شخص بآخر (كأن يصلبوا شبيهًا له)، كما ذهب بعض المفسرين، بل هي "لبس في نتيجة الفعل". لقد رأى الجميع المشهد وظنوا أنهم صلبوه وقتلوه، ولكن الحقيقة التي يؤكدها القرآن هي أن هذا لم يحصل. {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [النساء: 157] – واليقين هنا يحتمل معنيين: إما أنهم هم لم يكونوا متيقنين من نجاحهم في قتله، أو أن القرآن يؤكد لنا يقيناً أنهم لم يقتلوه. والقرآن يؤكد الحالتين فهم فعلا تشككوا في حصول النتيجة سواء في الصلب أو القتل وبذات الوقت لم يقتلوه وإن حاولوا وقاموا فعلا بفعل القتل لأن روحا تحمل قوانين التحكم بالطبيعة لا يمكن لأحد أن يقتله..!!

3. ما بعد المحاولة: القيامة والرفع

بعد المحاولة الفاشلة للصلب، تؤكد هذه الرؤية أن المسيح "قام". ومحاولة اليهود نبش قبره وعدم العثور عليه دليل على أنه لم يكن ميتاً أساساً، بل قام بجسده. وعندما ظهر لتلاميذه بعد ذلك، شككوا في حقيقته حتى طلب منهم أن يجسوه ليتأكدوا من أنه ليس روحاً فقط. ثم ختم الله قصته الدنيوية برفعه إليه روحاً وجسداً، قال تعالى: {بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ} [النساء: 158]. فالمسيح حي لم يمت بالموت الذي نعرفه، وهو علم للساعة.

4. الإسلام والإيمان: إطار أوسع للخلاص

ينتقل النص إلى مناقشة الإطار العقدي الأوسع، فيفرق بين "الإسلام" و"الإيمان". فالإسلام بمعنى الخضوع والاستسلام لله هو أصل ديني واحد يشترك فيه جميع الأنبياء وأتباعهم. من آمن بمحمد عليه السلام فهو مسلم ومؤمن به، ومن آمن فقط بالمسيح عليه السلام فهو مسلم أيضا، لكن إيمانه مختلف.

ويوسع النص مفهوم الإسلام ليشمل ثلاثة مستويات:

إسلام الكون: ويشمل كل ما في السماوات والأرض لقوانين الله الفطرية. {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا} [آل عمران: 83].

إسلام الأجناس أو الأنواع: خضوع كل نوع من المخلوقات لسنن خاصة به.

إسلام الدين الأخلاقي: وهو الالتزام بالدين الواحد القائم على الأخلاق الإنسانية الموحدة.

في هذا الإطار الواسع، فإن رحمة الله ومحبته شاملة للجميع. وعقيدة "الخلاص" التي تحصر النجاة في فئة محددة – سواء عند بعض المسيحيين أو بعض المسلمين – هي في الحقيقة تضيّق لما وسعه الله. فمعظم الناس هم تحت ظل رحمة الله الواسعة.

5. تأليه البشر: إشكالية مشتركة

إن ظاهرة تأليه البشر ليست حكراً على المسيحيين تجاه المسيح، فكثير من المسلمين – في تاريخهم – غلا في تقدير بعض الشخصيات كالنبي محمد عليه السلام أو علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) إلى درجة التأليه. الإشكالية الحقيقية، حسب هذه الرؤية، ليست في استخدام لقب "رب" كما استخدم يوسف عليه السلام هذه الكلمة مع صاحبي السجن: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42] – بل الإشكالية تكمن في "التأليه" و"العبادة" من دون الله، وادعاء البنوة الحرفية لله.
تقدم هذه الرؤية المستقرأة من القرآن والأناجيل تفسيراً متكاملاً لشخصية المسيح وحادثة الصلب، يجمع بين الإقرار بخصوصية طبيعته كنبي وكلمة الله وروح منه، وبين نفي قدرة البشر على إيذائه أو قتله بحكم هذه الطبيعة. كما تفتح الباب لفهم أوسع لمفهومي الإسلام والخلاص، يقوم على شمولية رحمة الله ووحدانية الدين في جوهره الأخلاقي. هذه الرؤية لا تدعي الحسم النهائي، بل تترك الباب مفتوحاً للاجتهاد، مؤكدة على أن "الكلمة السواء" تظل هي المنطلق الأصح للحوار البناء بين الأديان، بعيداً عن التأجيج الشيطاني لنار الخلاف العقائدي.

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

المسيح: الكلمة السواء وتحولات الوعي البشري من التشخيص إلى التجريد

المسيح: الكلمة السواء وتحولات الوعي البشري من التشخيص إلى التجريد

المسيح: الكلمة السواء وتحولات الوعي البشري من التشخيص إلى التجريد
لطالما كان الوجود الإنساني محكومًا بتفاعلاته مع ما يفوق إدراكه الحسي، فكانت الرسالات السماوية تجيء لتشكل جسرًا معرفيًا يربط بين عالم الغيب وعالم الشهادة. وفي هذا السياق، يطرح مفهوم "الأبعاد السبعة" نفسه ليس كقضية فيزيائية أو هندسية، بل كوصفة تفاعلية عميقة، تؤسس لفهم جديد لجوهر العلاقة بين الإنسان وخالقه. وتعد قصة المسيح، الكلمة السواء، نموذجًا أصيلاً لتلك التحولات الفكرية والوجودية التي مر بها الإنسان، لا سيما التحول من عصر التشخيص إلى عصر التجريد.

على مر العصور، أرسل الله رسله بما يتناسب مع طبائع البشر وواقع حالهم وثقافاتهم. وقد كان الاعتراض المشترك بين الأمم هو: "أبعث الله بشراً رسولاً". هذا الاعتراض، الذي ورد في مواضع مختلفة من القرآن الكريم، لم يكن مجرد حجة عابرة، بل كان يعكس عجزًا عقليًا عن تقبل فكرة التجريد. فكانت الأمم القديمة تتوقع أن يأتيها الإله بصورة ملموسة، بملائكة محسوسين، لأن إدراكها كان ما يزال محصورًا في عالم التشخيص. لقد رأوا "البينات" التي جاء بها الرسل السابقون كبصائر محسوسة، لكنهم ظلوا يطالبون بما هو خارج عن المألوف لديهم، غافلين عن أن الله قد أراد لهم الانتقال بوعيهم من عالم المادة إلى عالم الفكر ومن عالم التشخيص إلى عالم التجريد.
مع عهد الرسول محمد، انتقل الإنسان إلى مرحلة جديدة من التطور العقلي، مرحلة أصبح فيها قادرًا على تقبل فكرة التجريد والابتعاد الكلي عن التشخيص. وفي هذا السياق، جاءت قصة المسيح كنموذج فريد ومحوري لهذا التحول. فقد كان اصطفاء الله للأنبياء فرديًا وجماعيًا، ولكنه في قصة المسيح بلغ ذروته بالانتقال إلى امرأة: مريم. هذا الاصطفاء المتميز لمريم، الذي تحدثت عنه آيات سورة آل عمران، لم يكن مجرد تكريم شخصي، بل كان تأسيساً لحدث كوني عظيم. فعندما تقبلها الله وأنبتها نباتًا حسنًا، كانت الملائكة تأتيها برزقها من السماء، مما يؤكد على خصوصية مكانتها وصلتها بالعالم العلوي.

ماهية المسيح: جدلية الروح الملائكية والصورة البشرية
إن جوهر فلسفة المسيح، كما يطرحها هذا الفهم، يكمن في التفريق بين هويتين متداخلتين: "عيسى" و**"المسيح"**. فالأول يشير إلى الصورة البشرية، والآخر إلى الروح الملائكية. وهذه الدلالة المزدوجة هي التي تحل المعضلة الوجودية المتعلقة بطبيعة المسيح، والتي وقع فيها الكثيرون بين إفراط وتفريط. فالقرآن الكريم، في استخدامه الدقيق للمصطلحين، يكشف عن هذه الحقيقة: فعندما يتكلم الله عن المسيح، فإنه يشير إلى جانبه الروحي الذي وهبه لمريم، وهو من "عالم الأمر" وليس من " عالم الخلق". وعندما يتكلم عن عيسى، فإنه يتحدث عن الصورة البشرية، الصورة البشرية.
وهذا ما يفسر رفض النص لفكرة أن المسيح هو الله أو ابن الله. فالنص يؤكد أن مقولة المسيحيين بأن "الأب هو الله" هي غلو وتطرف، ناتجة عن عدم إدراكهم لحقيقة أن المسيح كان يتحدث عن الروح العظيم الذي وهبه الله لمريم، لا عن الله ذاته. هذه الروح هي التي منحته الخصائص الخارقة التي لم تُعطَ لأي نبي آخر.
فلسفة الآيات (المعجزات): تجليات الروح الملائكية
إن الآيات (المعجزات) التي أتى بها المسيح لا ينبغي أن تُفهم على أنها دليل على ألوهيته، بل هي تجليات مباشرة لكونه "روحًا " من عالم الأمر. فالمسيح هو النبي الوحيد الذي كانت معجزاته من صفاته أو من ذاته. وهذا يختلف عن معجزات الأنبياء الآخرين التي كانت من خارجهم، بتدخل رباني مباشر. فالمسيح، كما ورد في النص، كان "يخلق"، و"يحيي الموتى"، و"يبرئ الأكمه والأبرص"، و"يعلم الأرزاق وما تدخرون في بيوتكم". هذه الأفعال التي كان الناس يتوقعونها من الله وحده، لم يدركوا أنها لا تنبع من طبيعته البشرية (عيسى)، بل من روحه (المسيح) التي كانت بكلمة الله.
إن هذا التحليل يحل إشكالية التساؤل حول كيف يمكن لبشر أن يقوم بأفعال ربانية. فالجواب يكمن في أن الجسد البشري للمسيح (عيسى) كان وعاءً لروح (المسيح)، وهذه الروح هي التي كانت تقوم بتلك الأفعال، بإذن الله. وهذا الفهم يعيد الأمور إلى نصابها، ويبرهن أن المسيح لم يكن إلهًا ولا ابن إله، بل كان روحًا فريدة من نوعها، تجسدت في صورة بشرية لتؤدي دورًا كونيًا في مسيرة الوعي الإنساني.
تفكيك التشخيص والتوجه نحو التجريد
إن مسيرة الأديان، كما يراها النص، هي مسيرة متواصلة نحو التجريد والابتعاد عن التشخيص. وهذا ما يفسر التشابه بين خلق آدم وخلق المسيح، ان النص يوضح أن آدم وعيسى خُلقا من تراب، بينما المسيح "كلمة" الله، روحًا كامل. فآدم يمثل الصورة البشرية والنفس الإنسانية، بينما المسيح يمثل الصورة البشرية والروح. هذا التمايز يبرز أهمية المسيح كجسر بين العالمين، عالم البشر وعالم الأمر.
وعندما كان المسيح يتحدث عن "أبي الذي في السماء"، كان يشير إلى مصدر الروح التي فيه، وليس إلى أن الله هو أبوه. فالمسيحيون غلوا في فهمهم لهذه العبارة، وحولوها من دلالتها الروحية العميقة، مما أدى إلى عقيدة التجسد واللاهوت والثالوث.
إن هذه المعضلة الفكرية لم تكن جديدة، بل هي امتداد لعدم القدرة على تقبل التجريد، فبدلاً من فهم الروح التي تكون المسيح ككيان فريد، لجأوا إلى تشخيصها في صورة إله أو ابن إله، مما أوقعهم في فخ التشخيص الذي حاول الدين التحرر منه.
الخلاصة: المسيح كنموذج للتحول الوجودي
إن فهم طبيعة المسيح على أنها "كلمة سواء"، أي كلمة من الله تجسدت في صورة بشرية تحمل روحًا من عالم الأمر، يقدم حلًا فلسفيًا عميقًا للجدل الديني. فالمسيح ليس مجرد نبي أو رسول، بل هو نموذج فريد يمثل نقطة تحول في تاريخ الوعي الإنساني، من التمسك بالتشخيص المادي إلى التوجه نحو التجريد الروحي وبالنتيجة يمثل المسيح النموذج الأسمى على مستوى الإنسانية والتي ستصله في نهاية المطاف وتحقق كل ما كان عليه هذا النموذج من رقي وقدرات وطبيعة وصفات قبل ان تحقق معراجها إلى المقام المحمود.

إن هذه النظرة الفلسفية لطبيعة المسيح، التي تفصل بدقة بين عيسى (الجسد) والمسيح (الروح)، لا تلغي مكانته العظيمة، بل تؤكد على تفردها. فآياته ليست دليلاً على ألوهيته، بل هي برهان على أن الروح التي فيه قادرة على اختراق القوانين الطبيعية، بإذن الله. وهذا الفهم يحرر العقل من قيود التشخيص، ويدعوه إلى التأمل في جوهر العلاقة بين الإنسان والروح والجسد، وفي المدى الذي يمكن أن يصل إليه الوعي والرقي الإنساني عندما يتصل بالعالم العلوي.
وفي نهاية المطاف، فإن هذا الفهم يتماشى مع المنهج القرآني الذي يدعو إلى التفكر والتدبر، وإلى تجاوز الموروثات الفكرية التي لا تنسجم مع العقل والمنطق، ويثبت أن المسيح، كلمة الله، هو حقًا الكلمة السواء التي جاءت لتكمل مسيرة الأنبياء، وتضيء للإنسانية طريقها نحو التجريد والكمال.
هاشم نصار 2011

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

ما بين حرية أهل بيتي وسخط المجتمع..!!

ما بين حرية أهل بيتي وسخط المجتمع..!!

لطالما كان يُرعبني أن أضطهد حريتي وحرية من حولي.. زوجتي .. بناتي ..اخوتي.. أخواتي .. اهلي واصدقائي تحت مبرر حمايتهم من غضب الله او سخط المجتمع ..
لكنني توازنتُ عندما أدركتُ أن الله أوسع رحمة ولطفا من ضيّق ظني به.. والمجتمع أضيق رحمة وتفهما من واسع ظني بهم..!!

هاشم نصار 2017

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

القراءة قد تكون أخطر من عدمها ..!!

القراءة قد تكون أخطر من عدمها ..!!


ليس مهما مقدار ما تقرأ ..! وإنما المهم هو نوع ما تقرأه وقيمته وأثره..

فأعتى السياسيين قرأوا كيف يُعطلون المبادئ ..!

وأعتى المتطرفين قرأوا كيف يُعطلون العقل ..!

وأعتى الطغاة قرأوا كيف يُعطلون الأخلاق ..!

وأعتى البغاة قرأوا كيف يُعطلون الضمير ..!

وأعتى العُتاة قرأوا كيف يُعَطِلون كل ذلك ..!!!

هاشم نصار 2016

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

من أحق بمعتقده ؟!!

من أحق بمعتقده ؟!!


عندما تعطي لنفسك الحق بأن تؤمن وتعتقد بل وتستميت دفاعا عما ولدت عليه من موروث من المعتقدات والأفكار في الغالب لم تفهمها ولم تدرسها ولم تبحث فيها اما بلادة او بلاهة او كسلا او جهلا ..!!

فمن المدهش ان تحاول ارغامي على ان اكون نسخة ممسوخة عن بلادتك او بلاهتك او كسلك او جهلك .!! وان أؤمن بموروثك هذا الذي عبث وزاد وانتقص به ومنه وعليه كل مارق وسارق ومتسلق وآبق ..!!

وليس من حقك ابدا ان تسلبني الحق بأن أفكر وابحث وأعتقد ما اراه حقا حتى وان كان ذلك بالنسبة لموروثك العظيم كفرا !!

هاشم نصار 2014

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

هل الله سبحانه وتعالى موجود؟!!

هل الله سبحانه وتعالى موجود؟!!


هذا الطرح يعالج زاوية مبدئية من الموضوع ولا يتعرض لرأيي فيه ضمن فلسفة التشخيص والتجريد..

دائما ما ارتبط الحديث عن وجود الله بمسألة الايمان والالحاد فالاعتقاد السائد انه وبمجرد الايمان بوجود الله يخرج الشخص من دائرة الالحاد ويدخل في دائرة الايمان الاولى والتي يترتب عليها عدم اتهامه يإنكار الله ويذّكرني هذا الامر بحوار جرى ذات مرة بيني وبين الدكتور زغلول النجار وأذكر تماما عندما طرحت امامه سؤال هل الله موجود فرد عليّ (( انت مسلم يا ابني ؟!!)) فقلت له نعم فقال (( يعني ازاي مسلم وابتسأل هل الله موجود !!)) قلت له لأنني لا أصف الله بأنه موجود حيث أن عقلي قاصر عن وصف الله وحيث اني سألتزم القاعده العامه عند الجماعات الاسلاميه عموما بأن وصف الله مسألة وقفيه وانه لا يجوز نسبة اي وصف لله تعالى مالم يصف به نفسه ! وحسب علمي يا استاذنا فإن الله لم يصف نفسه لا في القرآن ولا في غيره مما يصح الاستدلال به نصاً عند الجماعات الاسلاميه عموما على وجوده وان كنت مخطئا فأتني بنص كهذا.. فرد عليّ ردا استغربته حيث قال الدكتور (( يا ابني دا كل ايات القرآن تتحدث عن وجود الله )) قلت له ليتك تنعش ذاكرتي بآيه وأنا لك من الشاكرين ! فبدأ بسرد بعض الآيات من مثل (( الله لا اله الا هو الحي القيوم ..)) و(( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل )) و (( قل هو الله أحد * الله الصمد )) .. فقلت له يا استاذنا اين النص على وجود الله في هذه الآيات بمعنى انني لم أسمع كلمة ( موجود ) فيها ! ومعنى ان وصف الله وقفيّ اي انه لابد من النصّ على لفظة (موجود) لفظاً والايات تصف الله بأنه المتفرد بالالوهية وبأنه حيّ وقيوم وبأنه خالق كل شيء وبأنه على كل شيء وكيل وبأنه أحد صمد ولكنها لم تصفه بالموجود !! فقال (( يعني انت عايز الايه تقلك ان الله موجود ! يعني ايه ان الله خالق ؟! دا يعني انه خالق ولكنه مش موجود يعني ازاي يكون مش موجود ويخلق ؟!! )) فقلت له ها انا وصلت معك على انك تستدل بعقلك على وجود الله وليس بالنص فهل تجوّز وصف الله بالعقل وتخالف القاعده العقائدية التي تؤمن انت بها وتلتزمها فقال ان العلماء قالوا (ان الله واجب الوجود) لأنه لا يمكن لصاحب فطرة سليمه ان ينكر ذلك )) فقلت له يا استاذنا متى كانت الفطرة مصدرا من مصادر الاستدلال على صفات الله ؟!! ومن أوجب على الله وجوده ؟!! فقال (( يعني عايزنا نقول للناس ايه ! نقلهم ما فيش اله .. الناس مش ناقصها فتن في دينها )) فقلت له يا استاذنا اولا: انا ناقشتك فيما تؤمن به انت وليس ما يجب ان تقوله للناس ! ثانيا: انا لا يهمني ان ارضي الناس بأن أصف لهم الله كما يرغبون وأخالف مبادئي وايماني ! ثالثا: الفتن اوجدتها هذه العقائد فلا زال المسلمون يتناحرون بسب عقائدهم هذه حيث ان البعض يقول ان الله موجود في كل الوجود وآخرين ينكرون عليهم ذلك بأن يقولوا بأنه موجود فوق العرش وآخرون يقولون موجود بلا مكان وآخرون يقولون بوجوده لا متصلا بالكون ولا منفصلا عنه ولا يخفى عنك كل تلك العقائد وما جرته على الجماعات من خلافات وفرقة وتكفير بعضهم البعض ... !! وأن المسألة لو كانت (( مشكلة فلسفية وتلاعب بالالفاظ !! )) لما أدت الى ما أدت اليه من نتائج كارثيه !!.. ثم تحدثت عن المسألة من ناحية لغوية -على قدر معرفتي- ومن ناحيه منطقية وعقليه وحقي بنفي أي وصف لله تعالى لا يقوم عليه الدليل النصي اللفظي القطعي بحسب القواعد العقائديه التي يتبناها المسلمون عموماً .. وسيأتي التفصيل فيها ..

وجود الله في عقائد الجماعات الاسلاميه:

بداية فإن الجماعات الاسلاميه - وكذلك اليهود والنصارى - يؤمنون بإن الله موجود ولكنهم قد يتفقوا او يختلفوا حول كيفية وجوده ! ومن خلال البحث وجدت ان كل الجماعات اعتمدت على العقل في اثبات وجود الله حتى تلك الجماعات التي منعت منهجية إعمال العقل في الدين على الامور الفقهية والتعاملية فضلا عن الامور العقائدية والالتزام بالنص فقط وجاء المنع من خلال اما التصريح او التلميح او المنهج السلوكي للجماعه من خلال الارهاب الفكري والديني والتلويح بسيف الرده !! وقامت بذلك تحت شعارات وقواعد مثل: ( لا اجتهاد في مورد النص !) او ( لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخفِّ اولى من ظاهره !) و( نثبت لله ما اثبته لنفسه من دون تأويل ولا تكييف ولا تعطيل ولا توقف ..)..! (ويكفر من انكرالمعلوم من الدين بالضرورة او ثابت من ثوابت العقيدة) و(من بدل دينه فاقتلوه ) !وغيرها من القواعد .. وفي ظل غياب النص الصريح على وجود الله كان اعتماد هذه الجماعات على العقل يأخذ عدة صور وأحيانا يتم الجمع بين صورتين او اكثر للتوصل لذات النتيجة وهي ان الله موجود!..

منها: التوصل الى ان الله موجود من خلال إعمال العقل في تأويل النصّ وأضرب مثالا لذلك ما جاء في كتاب العقيده في الله للدكتور الفاضل عمر سليمان الاشقر :

" دليل الفطرة

الفطرة السليمة تشهد بوجود الله من غير دليل : لم يطل القرآن في الاستدلال على وجود الله تعالى ، لأنّ القرآن يقرر أن الفطر السليمة ، والنفوس التي لم تتقذر بأقذار الشرك ، تّقر بوجوده من غير دليل ، وليس كذلك فقط ، بل إن توحيده – سبحانه – أمر فطري بدهي ) فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ( الروم : 03. ]"

أقول نلاحظ هنا ان اول دليل على وجود الله عند عالم من علماء السلفية الاصولية التي تعتقد ان المسح على الخفّ لا يمكن ان يكون بالرأي هو الفطرة !! وعلى أقل تقدير كان على الدكتور أن يلتزم بمنهجه السلفي في الاستدلال اولا بالقرآن وان يسرد لنا الادلة القرآنيه –التي لم يطل القرآن الاستدلال بها على حدّ قوله- ثم يأتينا بالاحاديث (الصحيحه) ثم يأتينا بالادلة الفطريه العقليه البدهية ان اجاز لنفسه مخالفة الجماعه السلفية في الاستدلال بالعقل بما يخص مسألة الصفات ثم نلاحظ بعد ذلك أمرا أكثر غرابة اورده الدكتور الفاضل عمر الاشقر حيث ان الدكتور توصل الى ان القرآن لم يطلّ في الاستدلال على وجود الله - وأظنه قصد ( التدليل ) على وجود الله وليس (الاستدلال) لأن القرآن وهو كلام الله بحسب عقيدة الدكتور لا يقوم بالاستدلال والذي يعني تحري الدليل وطلبه وانما هو مصدر للإدلة – لأن القرآن يقرر ... ! أقول من اين للدكتور الدليل على ان القرآن يقررّ ما ذهب هو اليه ؟! وأظن ان الجواب سيكون ( بالاعتماد على العقل والمنطق الذي يرى به الدكتور المسألة ومن منظوره هو!) والا فالقرآن لم يقل له انه قرر انه لم يطل في الاستدلال على وجود الله للأسباب التي اوردها الدكتور في كتابه وهي ان الفطر السليمه والنفوس التي لم تتقذر بأقذار الشرك تقرّ بوجود الله سبحانه ! ثم من اين حكم الدكتور الفاضل ان ( الفطر السليمه والنفوس التي لم تتقذر بأقذار الشرك تقر بوجوده من غير دليل) فهل نصّ القرآن على ذلك ام ان العقل مرة ثانيه يدله على هذه المسألة الغيبية والتي تتعلق بالنفوس وتقريرها ؟! والاشد غرابة ان الدكتور عطّل الحاجة الى دليل – ولزوم قوله انه يقصد الدليل المنقول وليس المعقول- في أساس العقيدة كلها التي ألّف من أجلها مجموعته في العقيده من ستة أجزاء في الوقت الذي تتطالبنا فيه الجماعة السلفية بالدليل على تحريك الاصبع في التشهد الاخير في الصلاة بشكل دائري !!! وذلك عندما قال (( ..تقرّ بوجوده من غير دليل.. )) .! ولا أريد هنا أن اناقش مفهوم الفطرة لأنني أفردت لها عنوانا مستقلا لمن اراد الرجوع اليه ولكن تعليقا على قول الدكتور ( ..ولا النفوس التي تقذرت بأقذار الشرك ..) أقول هنا هل يمكن ان يكون الشخص مشركا بالله ان كان غير مؤمنٍ بوجود الله ؟! لأن المفهوم المبسط للشرك عند عامة علماء المسلمين يقضي بأن يتخذ الشخص معبودا له مع الله اذن فهذا المشرك يؤمن بوجود الله من حيث الاصل ! الا ان الدكتور عمر الاشقر افهمنا من قوله بمفهوم المخالفة ان المشرك لا يقرّ بوجود الله ! وأرى ان هذا صعب التسليم به خاصة وانه هدم هذا الفهم في ذات كتابه وبعد بضع صفحات حيث قال :

" المشركون الذين بُعث إليهم الرسول كانوا يقرّون بوجود الخالق:

العرب الذين جابههم الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا مقرّين بوجود الله، وأنه الخالق وحده للكون، كما يقرّون بأنّه وحده الرزاق النافع الضار ، ... ولكنهم كانوا يعبدون غيره معه ، ولا يخلصون دينهم لله وحده ."

وبعد ذلك يقول الدكتور (( بل ان توحيده امر فطري بدهي ))

أقول: ولا أدري ما علاقة التوحيد في اثبات وجود الله ؟!! فالتوحيد نقيض الشرك عندهم وليس نقيضا لوجود الله الذي هو الالحاد عندهم !

ثم انني لا ادري اين وجه الاستدلال بالايه الكريمه ( فأقم وجهك للدين حنيفا ..) بمسألة الايمان بالفطرة بوجود الله او حتى توحيده فالآيه عامة الدلالة ومتعلقة بالدين كله ..والاية الكريمه هل تدلنا على ان الفطرة هي الدين ام ان الايه تدلنا على الامر بالاقبال على الدين لإنسجامه مع الفطرة الانسانيه ؟!.( الرجوع لمبحث الفطرة ومبحث ماهية الاسلام والمنظومه الكونيه) ..

يقول الدكتور عمر الأشقر:

"هذه الفطرة هي التي تفسر الظاهرة التي لاحظها الباحثون في تاريخ الأديان ، وهي

أن ً الأمم جميعا َّ – التي درسوا تاريخها – اتخذت معبودات تتجه إليها وتقدسها)1)

ثم يسترسل الدكتور: وقد يقال هنا : لو كان التوجه إلى الله أمرا ً فطريا لما عبد الناس في مختلف العصور آلهة شتى . والجواب : أن ّ الفطرة تدعو المرء إلى الاتجاه إلى الخالق ، لكن الانسان تحيط به مؤثرات كثيرة تجعله ينحرف حينما يتجه إلى المعبود الحق . فيما يغرسه الأباء في نفوس الأبناء ، وما يلقيه الكتاب والمعلمون والباحثون في أفكار الناشئة يبدل هذه الفطرة ويقذرها ، ويلقي عليها غشاوة ، فلا تتجه إلى الحقيقة. وقد نص الرسول صلى الله عليه وسلم على صدق هذا الذي قررناه ، ففي الصحيحين البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه) ولم يقل يسلمانه ، لأن الإسلام موافق للفطرة . وقد يقال: إذا تركنا الطفل من غير أن نؤثر في فطرته هل يخرج موحدا ً عارفا بربه، فنقول : إذا ترك شياطين الإنس البشر ، ولم يدّنسوا فطرهم ، فإن شياطين الجن لن يتركوهم ، فقد أخذ الشيطان على نفسه العهد بإضلال بني آدم : ( قال فبعزتك ألغوينهم أجمعين – الا عبادك المخلصين.

وأعطي الشيطان القدرة على أن يصل إلى قلب اإلنسان ، كما في الحديث الصحيح: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً ( . )3)( أو قال : ) شيئا.

أقول هنا الدكتور يتحدث عن الفطرة وبعد أن كانت عنده دليلا على وجود الله (وتوحيده) أصبحت لا قيمة لها امام المؤثرات التي يتأثر بها الانسان سواء أكانت من شياطين الانس او شياطين الجن!! فكيف يمكن الاستدلال بما لا يصلح دليلا ولا يمكن رؤية أثره كدليل لسبب أو لآخر فان كان من غير الممكن حسب قول الدكتور للإنسان اذا ما ترك لوحده ان يهتدي الى الله وذلك بسبب من سيأثرون به من شياطين الانس وشياطين الجن الذين لن يسمحوا له بذلك الا يدعونا هذا الى التسائل عن مدى أهمية ان يخلقنا الله على الفطرة التي هي قاصرة وعاجزة عن مقاومة المؤثرات التي تطرأ عليها وكيف يمكن للدكتور ان يثبت لنا كيف يمكن الاستدلال على ان الفطرة تدل على وجود الله ؟! ام سيكتفي بالقول ان الشيوعين كانوا يعبدون مؤسس مذهبهم لأنهم كانوا يمروون امام ضريحه وينحنوا ..!! أو أن مجموعة من ( الملاحدة ) عندما أصابهم الرعب في إحدى الطائرات توجهوا بالدعاء!! وعاد الدكتور ثانية ليورد دليلا لا علاقة له بالمسأله وهو الحديث (ما من مولود..) واستنتج بعقله أو بحسب من سبقوه بهذا الاستنتاج بأن الحديث طالما لم يذكر أو يمسلمانه فان ذلك ان الفطرة هي الاسلام أو على الاقل شيئا يوافق الاسلام !!

العجيب ان الدكتور السلفي على ما يبدو انه لم يتنبه الى ان الشيخ الالباني رحمه الله تعالى اكتشف رواية جديدة لحديث الفطرة وفيه زيادة مهمة وهي (او يمسلمانه) وهي عند الشيخ صحيحة وبذلك فإن هذه الزيادة تنسف كل مفهوم بأن الفطرة هي الاسلام لإنها -اي الفطرة- لو كانت الإسلام فكيف يقال (او يمسلمانه)؟!

ثم بين الدكتور ان الله أعطى القدرة للشيطان على ان يجري في الانسان مجرى الدم وأن هذا الشيطان قد أخذ على نفسه العهد بأن يضل البشر .. أتساءل ما مدى توافق هذا الامر مع مسألة أن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ( الآية ) فإن كانت مشيئة الله هي التي تحكم مسألة ضلال الانسان بالطريقة التي يقررونها وأن المشيئة تساوي الإرادة فما قيمة تأثير (شياطين الانس او شياطين الجن) ..! أم انهم أدوات ووسائل لهذا الاضلال او الهداية ..!!

ويبقى ان اساس استناده بالجملة على أن الفطرة تدل على وجود الله هو التصور العقلي لذلك فقط من دون أي دليل (شرعي )..!

بعد ذلك وضع الدكتور عنوانا فرعيا وهو الآتي: " كفر الناس – اليوم أعظم :

إلا أن الإنحراف اليوم وصل الدّرك الأسفل ، فأصبحنا نرى أقواما يزعمون أن لا خالق ، ويجعلون هذه المقولة مذهبا يقيمون عليه حياتهم ، وقامت دول على هذا

المذهب تعد بمئات الماليين من البشر . وانتشرت هذه المقولة في كل مكان ، وألفت فيها كتب ، وأصبح لها فلسفة تدرس، وحاول أصحابها أن يسموها بالمنهج العلمي ، ويدللوا عليها. من أجل ذلك كان لابد أن نتوسع شيئا ما في الإستدلال على هذه القضية."

أقول: ولاحظت مجددا أن الدكتور أنزل صفة الخالق مكان صفة الموجود ..! فاعتبر ان لا موجود تساوي لا خالق ومؤكد أن ذلك ليس على اساس اللغة التي تقضي على الاقل أن لا تساوي بين اسم الفاعل(الخالق ) واسم المفعول (الموجود )..! وانما كان ذلك بالاستنتاج العقلي ..! ويؤكد على ذلك العنوان اللاحق الذي أورده في كتابه واعتبره الدليل الثاني وهو :

" المخلوق ال بد له من خالق (ويتابع) يحتج القرآن على المكذّبين المنكرين بحجة لا بد للعقول من الإقرار بها ، ولا يجوز في منطق العقل السليم رفضها ، يقول تعالى : ( أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون – أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ). يقول لهم : أنتم موجودون هذه حقيقة لا تنكروها ، وكذلك السماوات والأرض موجودتان ، ولا شك . وقد تقرر في العقول أن ّ الموجود لا بد من سبب لوجوده ، وهذا يدركه راعي الإبل في الصحراء ، فيقول : » البعرة تدل ّ على البعير ، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ، ألا تدل على العليم الخبير » . ويدركه كبار العلماء الباحثين في الحياة والأحياء .

وهذا الذي أشارت إليه الآية هو الذي يعرف عند العلماء باسم : (قانون السببية).

هذا القانون يقول : ((إن شيئا من الممكنات لا يحدث بنفسه من غير شيء لأنه لا يحمل في طبيعته السبب الكافي لوجوده ، ولا يستقل بإحداث شيء لأنه لا يستطيع أن يمنح غيره شيئا لا يملكه هو)).

أقول: وقد أورد الدكتور نظرية السببية للاستدلال على ان كل موجود لابد له من موجد فما مدى توافق هذه النظرية مع القول بأن الله موجود مما يقتضي القول بأنه لابد له من موجد أو سببا للوجود ؟!

وأظن أنه من حقنا ان نحتج بهذه الحجه على كل من أخذ بها ..!

ثم ضرب الدكتور الفاضل المثال الآتي على هذه القانون:

"ولنضرب مثالا نوضح به هذا القانون:

منذ سنوات تكشفت الرمال في صحراء الربع الخالي إثر عواصف هبت على المنطقة عن بقايا مدينة كانت مطموسة في الرمال ، فأخذ العلماء يبحثون عن محتوياتها ويحاولون أن يحققوا العصر الذي بنيت فيه ، ولم يتبادر إلى ذهن شخص واحد من علماء الآثار أو من غيرهم أن هذه المدينة وجدت بفعل العوامل الطبيعية من الرياح والأمطار والحرارة والبرودة لا بفعل الإنسان. ولو قال بذلك واحد من الناس لعده الناس مخرفا ّ يستحق الشفقة والرحمة ، فكيف لو قال شخص ما : إن هذه المدينة تكونت في الهواء من لا شيء في الأزمنة البعيدة، ثم رست على الأرض ؟ إن ّ هذا القول لا يقل غرابة عن سابقه ، بل يفوقه . لماذا ؟ لأنً العدم لا يوجد شيئا هذا أمر مقرر في بدائه العقول ، ولأن الشيء لا يستطيع أن يوجد نفسه .

والمدينة على النحو الذي نعرفه لا بد لها من موجد ، والفعل يشي ، ويعرف بصانعه فالابد أن تكون المدينة صناعة قوم عقلاء يحسنون البناء والتنسيق" انتهى كلام الدكتور عمر.

وأقول: انا لا أدري كيف انتقل الدكتور الفاضل من الاستدلال على ان الله تعالى موجود الى الاستدلال على انه الواجد للموجودات الا يوجد فرق بين الواجد والموجود ؟!

وبحسب كلام الدكتور فإن الشيء لا يمكن ان يوجد نفسه وهنا هل يحق لنا أن نتساءل مستنكرين هل الله سبحانه شيء ؟! فإن كان كذلك فكيف أوجد نفسه والشيء لا يوجد نفسه وماذا كان قبل ان يكون موجودا هل كان عدما سبحانه وتعالى؟!! فإن لم يكن شيئا فهل يصح قياس الأشياء وقوانين وجودها عليه سبحانه وتعالى؟!!

ويتبادر الى الذهن اساس شبهة التجسيم على الجماعات ومدى تأثيرها على الاعتقاد بأن الله موجود !

خلاصة الطرح انني أؤمن وأعتقد أن الله لم يصف نفسه بالموجود وأن صفات الله وبحسب ما يقرره عموم علماء المسلمين وقفية لا تؤخذ بالمنطق والتصور والعقل وانما بما أنزل الله سبحانه وبما أن الله لم يصف بصريح القرآن ولا حتى بالسنة أنه موجود فإن وصف الانسان له بذلك لا يصح كما ان كلمة موجود على وزن مفعول وصفات الله لا تأتي على هذه الصيغة وانما كل اسماء الله تأتي على صيغة صفة مشبهة او اسم فاعل كما ان الله سبحانه هو الواجد لكل الوجود والواجد اسم فاعل والموجود مناقض لهذه الصفة..فلا يجتمع النقيضان في حق الله كأن نقول ان الله خالق ومخلوق حاشاه سبحانه ومثلها ان نقول هو واجد وموجود..!!

كما ان الموجود محدود في داخل الوجود والله سبحانه مطلق حاشاه ان يحده وجود فهو بكل شيء محيط..

وان وصف الموجود ينطبق على الموجودات التي اوجدها الله تعالى ولا تنطبق على الواجد سبحانه ولا يجوز اسقاط صفاتنا وأحوالنا على الله عقلا بحيث نقول كيف يخلق ان لم يتصف بأنه موجود فالله تعالى عن الاتصاف بصفاتنا وطبائعنا سبحانه ..

يبقى الله سبحانه متعالٍ عن كل تصوراتنا ووصوفنا ومنطقنا.. وهناك امور كثيرة في هذه المسألة وأظن ان في هذا التبسيط كفاية لبيان رأيي حفظكم الله جميعا..

هاشم نصار 2013

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

من يُمثل أسوء الشخصيات

من يُمثل أسوء الشخصيات

أسوء الشخصيات تلك التي لم تعش دنيا وقد لا تظفر بآخرة..! وتريدك ان تكون مثلها..!!
اضطرَ لعيش الحياة بمظاهر تدينٌ موروث خالٍ من جوهر التدين الحقيقي.. بل بعيدا كل البعد عن حقيقة الدين العظيم وروحه..!!

في الحقيقة هو لم يبحث عن الله ولم يتعرف على دينه.. بل ورث دينا أفهموه انه دين الله.. وعبد الها اوهموه انه الله..!!

كان يخشى في تدينه الناس ويتعبدهم..! حتى انه لم يكلِّف نفسه التعرف على الله الحق ودينه العظيم..!

وتحت طائلة التكفير والتفسيق وسيف العامة وسوطهم تم اغلاق العقول واستسهال التلقين والسير مع القافلة والقطيع ووضع الرأس بين الرؤوس ..!!

لم يتوقف الأمر هنا بل تعداه..! فبعد أن ألِفَ الناس هذا التدين الزائف في أغلبه والذي ترى فيه كل انواع التناقض ما بين الرحمة والعذاب والصدق والكذب والإيمان والنفاق والأمانة والخيانة انتقلوا لإرغام البقية (الآخر) (الكافر.. الفاسق.. الضال) انتقلوا لإرغامه على اتباع تبعيتهم وتقليد تقليدهم بل والتفكير بطريقتهم والشعور بشعورهم والاحساس بإحساسهم!!! والا !!!!

ان لم تستطع الا التقليد والاتباع والانصياع من غير تَدَبُر ولا تَعَقُل بدعوى ان الأولين الذين أتبعتهم لديهم عقول ولديهم القدرة على الفهم والتفسير والفقه والتأويل وانك قاصر عن فهمهم ودون مستوى علمهم وأضل من تصل لهديهم.. فلا تفرض عليَّ فروضك ولا تفترض اني مثلك.. فأنا لستُ انت كما انك لستَ انا..!!

فدعني اتعرف على الكون وخالقه ومشيئته.. فإن قضى لي خيرا فبرحمته وان قضى علي عذابا فبعدله.. وانا راضٍ بكل ارادته وخاضع لكل مشيئته..

هاشم 2012

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

فلسفة الاستعباد..!

فلسفة الاستعباد..!


كل ما بني على باطل فهو باطل .. ويستلزم اعادة الوضع الى ما كان عليه!! الأرض لله وحق الناس فيها سواء!!

الفلسفة الدجلية للحياة التي لوثوا عقولنا بها عبر مئات السنين ليستحوذوا بها على السلطة والنفوذ وثروات الأرض غيرت في أفهامنا معاني الملكية ومشروعيتها وأسس استحقاقها..!! حتى أصبح الإنسان - من حيث الأصل وبمعزل عما يورثه له أبواه- يولد ميتا مُعدما لا يملك من كل أصقاع الدنيا وتلك الملايين من الهيكتارات والعظيم من الثروات سوى ما يواري جسده ان مات!! بل انه قد لا يملك ذلك.!!

ويُضْحي محكوما عليه ان يُقيّد منذ طفولته عبدا لعبيد كيما يستطيع الحياة كمثل آلة تعمل عشرة ساعات يوميا وتنام عشرة وتتجهز لإحدى هاتين الحالتين أربع ساعات!! فمن أين لنا أن نبدع وأن نبحث وأن نتأمل ونتدبر ونتعلم ونتثقف؟!! وكيف لمن أشغله رغيف الخبز أن يُفكر؟!! لقد جعلوا من حياتنا معركة وجود يباغتنا فيها الموت قبل أن نفهم القصة والحكاية فكيف لمثلنا ان يتفكر حتى في الله؟!!

من أعطى أولاء البشر حق تملك ما يملكون من ملايين ومليارات وعقارات وأراضٍ وضِيَعٍ وثروات؟! هم على الأغلب ورثوها من خلال السرقات والمؤامرات واشعال الحروب واستعباد الضعفاء من البشر؟!

لماذا نعيش ونموت جيلا بعد جيل ونحن نمر يوميا على ملايين الهيكتارات من أراضٍ خاوية لم يكن لنا فيها نصيب ولم نُعطى الفرصة حتى لزراعتها او استغلالها او نصب خيمة فيها؟!! ونراقب أشخاص لا يشعرون حتى بوجودنا وهم يجوبون الارض طولا وعرضا يعتبرون انهم قد تملكوا هذا الجِرم الأرضي؟!!

لماذا يُفرض علينا العمل كالعبيد لساعات طويلة لكي يزداد هؤلاء الأغنياء غنى ونزداد شقاءً وفقرا؟!!

لماذا لا يكون هناك سقف للثروة لأي فرد في الأرض من حيث المال والأراضي والعقارات لا يستطيع تجاوزه؟! اتدرون ما سيحصل لو أنه فُرض قانون مثل هذا ؟! سيتم ضغط عامود الثروة لدى طواغيت السلطة والمال من الأعلى ليتوزع أفقيا على كل أفراد المجتمع وسنحافظ على حق ملكية متوازن مع التنافسية المعتدلة وسيتوقف نهمهم وتكالبهم على نهب ثروات الأرض والاستحواذ عليها بالقتل والسرقة والمؤامرات والحروب والفتن.!

وسنتمكن من الالتفات الى جمال هذا الوجود ونتفرغ قليلا من أجل سبر أعماقه والتأمل في ماهيته ومكنوناته وبديع صُنع الله فيه..! لنتعرف على الأقل علينا..!

#هاشم_نصار 2016

عرض المزيد

التعليقات:

Hayet salhi: طرح يفعل التساؤل فينا ومن لا يسال لا يجاب
2025-09-23 13:06:19
مقدمة منهجية: الأبعاد السبعة وفلسفة التشخيص والتجريد

مقدمة منهجية: الأبعاد السبعة وفلسفة التشخيص والتجريد

إن مفهوم "الأبعاد السبعة" الذي نتناوله ليس مصطلحًا فيزيائيًا يتعلق بفيزياء الكم أو الفيزياء الكلاسيكية، كما أنه لا يمثل مفهوماً هندسياً محضًا. بل هو في جوهره وصفة تفاعلية مع الوجود والمعرفة والقيم، وسوف نتحدث عنها بالتفصيل لاحقًا، لكننا سنحتاج للتمهيد لها. لقد تطور الأمر إلى أن أصبح بحثاً قرآنياً وبحثاً في الكتاب المقدس. وسنتبع في عرض الموضوع منهجية قرآنية، فليس هناك ما هو أفضل من منهج القرآن الكريم الذي يطرح الموضوع الواحد من عدة جوانب، مما يسمح بفهم أعمق وأكثر شمولاً.

ولأن الأفكار التي نطرحها معقدة ومتشابكة، وقد تكون أحيانًا ثورية وصادمة، فلا بد من أن تأخذ حقها من الشرح والتحليل. وهذا ما يدعونا إلى استمهال القارئ، فلا يتعجل في إصدار حكمه قبل استكماله قراءة كامل المشهد التحليلي حول أي موضوع من الموضوعات المطروحة وعن أي بعد من الأبعاد السبعة وهي البعد التراكمي، الإفتراضي، الإختياري، الإستحقاقي، الإنسياقي، الإعتباري، والإحترازي. ولأنني ما أزال في خضم هذا البحث والتأمل، فإنني لا أعتبر نفسي مؤهلاً لتقييم الآخرين. ومع أن هذه الموضوعات لها أهمية بالغة عندي وعند من شاركني الاهتمام بها من الأصدقاء من المفكرين والباحثين، إلا أنني أؤكد على أنني أتدرج في مستويات الطرح لفلسفة التشخيص والتجريد التي اجتهدت لأكثر من سبعة وعشرين عاما لأخرجها ضمن سبع مستويات يمثل كل مستوى من المستويات عالما من الأفكار والتصورات والمعالجات لكافة المباحث الفلسفية يبدو وكأنه منفصل عن المستوى الأدنى منه الى درجة يبدو معه أن هناك فجوة كبيرة بين المستويين لعظيم الفرق في القفزات النوعية المعرفية وخطورة الطرح وصادميته كلما ارتقينا بالمستوى مبينا أنني لم أطرح الى الآن من هذه الفلسفة إلا المستوى الأول والذي يمثل مقدمات ونماذج فقط وبدأت مؤخرا بطرح المستوى الثاني من البعد التراكمي من خلال حوالي ستون ساعة بث متوفرة على قناتي الأبعاد السبعة حوار وأسرار.

موقف فكري وفلسفة شخصية
أستطيع أن أقول بأنني لا أنتمي لأي دين من الأديان الموازية التي أنتجها تآمر السلطات السياسية والسلطات الدينية عبر العصور. فمع إقراري بأنني نشأت نشأةً سلفية، إلا أنني لست سلفيًا. ومع ذلك فإن علاقتي مع أتباع الأديان المختلفة والجماعات والطوائف علاقة حيادية وموضوعية وليس لي موقف ذاتي معين. بمعنى انني أتعامل بود مع كل من ألقى السلام منهم وأجافي كل متطرفٍ متعنتٍ بالرأي وأعادي كل من يحاول الإجرام ويعادي ويحارب ويبث الكراهية والبغضاء بين أفراد الإنسانية وجماعاتها. وبالطبع فإنني لا أنتمي لأي جهة ولا لأي جماعة ولا لأي تيار ولا لأي حزب. فأنا مستقل ولي منهجي الخاص، حيث يمكنني القول أن لدي مجموعة من الأفكار المتسقة التي تشكل في مجموعها فلسفة خاصة تعالج كافة جوانب ومباحث الفلسفة والأسئلة الوجودية وفيما يخص نظرية المعرفة والقيم والأخلاق.
وعلى ذلك فأنا أحترم الجميع سواء من القرآنيين أو من الأصوليين أو من التنويريين، وأحافظ على مسافة واحدة منهم جميعًا. لا أتطرق للأشخاص مهما كان اختلافي معهم وأحترم الجميع بلا استثناء. أما الفكر، فإنني أحاول مناقشته بلطف وبدون اعتباط أو هجوم.
أنا أحترم القرآنيين وأتفق معهم في الكثير من أفكارهم، وخاصة مع المرحوم الدكتور شحرور الذي أوافقه في البعض من أفكاره، خاصة تفصيله في مفهوم الذكر الحكيم والكتاب والقصص القرآني ومفهوم السبع المثاني. ولكني قد أختلف معه في البعض الآخر من أفكاره، لكني بكل الأحوال لست أهلاً لأن أقيم هذا الإرث العظيم الذي تركه. كما أنني لست أهلاً لأن أقيم شخصًا مثل العلامة الشيخ الألباني رحمهم الله جميعا.
بالنسبة للتنويريين، فإنني أجد أن هناك إشكالية تتعلق بهم، فكثيرون منهم يريدون الخير بلا شك، ولكن البعض منهم يريد هدم القيم بصرف النظر عن مسمياتهم. في حين أن أساس الخطة الشيطانية على مر العصور هو هدم القيم: قيمة الله، قيمة الدين، قيمة المعلم، قيمة المربي سواء أكان أبًا أم أستاذًا، قيمة أو أخلاقا.. هذه كلها يسعى الشيطان إلى هدمها بكافة الطرق والوسائل، وهو يستخدم في ذلك أدوات عادة تتمثل هذه الأدوات في شخوص بعض المفكرين التنويريين.

بالنسبة للدين الإبراهيمي، فقد سمعت عنه، ولكن ولأن الأمر كما فهمته تقوم عليه مؤسسات ذات طبيعة سياسية، ولأنني لا أهتم بالسياسة، فإنني لا أشغل نفسي بالموضوع ولا أصدقه ولا أكذبه. لكني لا أعرف دينًا اسمه الدين الإبراهيمي، وإنما أعرف أن الدين عند الله الإسلام، ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه. أما إذا كان المقصود بالديانة الإبراهيمية أن نكون جميعًا على الحنيفية الإبراهيمية، فنحن على ذلك. أما أن يُخترع دين جديد يطلق عليه الدين الإبراهيمي فلست مع هذا أبدًا. ولكن على ما يبدو أنهم أرادوا الخروج من الأزمة الناتجة عن الصراع القائم بين أتباع الديانات، فجنحوا إلى هذا الاختراع الذي يتناقض مع ما هو موجود في الكتاب المقدس والقرآن الكريم.
بالنسبة لمؤسسة تكوين، فأنا لا أعرف الكثير عنها مع أنني سمعت عنها، ولكني أعرف عن الأشخاص الذين أسسوها معرفة ليست قليلة ولكنها ليست كثيرة أيضًا. ولكن ما أعرفه يجعل لدي تحفظات كثيرة على ما يتم طرحه، إذ يبدو لي أنهم ومثلهم الكثيرون غيرهم أرادوا الخروج من إشكاليات معينة – قلَّت أو كثرت - موجودة في الإسلام – من وجهة نظرهم – أو في الأديان عمومًا، فوقعوا فيما هو أخطر. فلا هم استطاعوا الخروج من طريقة التفكير السلفي، ولا هم استطاعوا أن يوجدوا بديلاً مقنعًا لما أرادوا الهروب منه. ومع ذلك أكرر أنني لست أهلاً لأن أقيم أحدًا.
أهمية التنوع الفكري والحذر من التطرف
أؤمن بأن جميع الجماعات الإسلامية وغيرها هم إخواني في الإنسانية. ورغم اختلافي مع الكثيرين في الكثير من الطروحات، إلا أنني أؤمن بأن وجود الجماعات المتناقضة هذه ضروري لإقامة التوازن في مجال الفكر. فرؤيتي تقوم على أن التطرف في الفكر منبوذ، ولكن مع ذلك، بل وبسبب ذلك، لا يحق لي أن أهاجم وجود أي جماعة بسبب فكرها مهما كان متطرفًا. بل إن محاربة أي فكرة سوف يحييها ويدعمها أكثر، وهذا واقع معروف عند علماء النفس والسلوك الاجتماعي.
أنا لا أدعي أنني على الحق ولا أدعي أنني أمتلك الحقيقة. أنا أطرح أفكارًا وآراء. قد يقول قائل إن هذه الأفكار يجب أن تتوافق مع السنة ومع القرآن، ولكن السؤال هو: يجب أن تتوافق من وجهة نظر من؟
منهجية التعامل مع النصوص الدينية
أما بالنسبة لموقفي من القرآن، "الذكر الحكيم" فأنا لدي تصور بأن كل الكتب السماوية قد أطلق عليها القرآن اسم "الكتاب". ولكل كتاب تفريعاته التي تندرج تحته وتسمى هي أيضًا كتبًا. وكما انخفض التفريع أو علا، فنحن نتحدث عن كتب، فكلنا أهل كتاب مسلمين ومسيحيين ويهودًا على سبيل المثال. وعندما يطلق الله وصف أهل الكتاب على اليهود مثلاً، فهو يمدحهم.
أما من حيث موقفي من القرآن الكريم أو الذكر الحكيم أو الكتاب، فأنا بداية أعتبره محفوظًا. وهو قد تضمن في طياته ما يلزم من الرسالات السابقة أو من الكتب السابقة، بمعنى أن كل ما كان موافقًا للمنهج القرآني فيما يَصلح لكل ويُصلح كل زمان ومكان مما وجد في الكتب السابقة، فقد تضمنها القرآن الكريم. أما ما لا يلزم مما اقتصرت منفعته وصلاحيته على زمان نزول تلك الكتب، فقد تخلى عنه القرآن الكريم. القرآن نص ثابت وتفسيره وتأويله متحركان، ومع أن هذه المسألة قد سبقنا إليها الكثيرون إلا أننا سوف نعرج عليها بشكل مختلف.

أما بالنسبة للسنة، فأعلن بداية أنني لا ألزم نفسي بأي مصطلح ولا ألزم أحدًا بمصطلحاتي. ومن حيث المبدأ عندي مشكلة مع الحديث لجهة التصحيح والتضعيف. فلجهة تعريف الحديث الصحيح في أبسط صوره وهو أنه الذي يرويه العدل الثقة/الضابط عن العدل الثقة/الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، فإنني أتساءل: من الذي سوف يصدر حكمه بالعدالة والثقة/الضبط على هؤلاء الرجال الذين يكونون سلسلة رواة الحديث؟ إنهم رجال مثلهم. ثم على أي معايير تم إصدار تلك الأحكام؟ إن هناك إشكالية في هذا الأمر، وسوف تناقش بعمق لاحقًا. ولكن عندي قاعدة سبقني إليها الكثيرون وهي أنني أعرض أي حديث على القرآن الكريم، فإن وافقه أو حتى لم يعارضه أو يناقضه، فهو عندي حديث صحيح حتى لو لم يصح سنده، فلا تعتبر هذه مشكلة عندي. أي أن المسألة في الأساس تتعلق بالمتن. فإن توافق أو لم يتعارض مع القرآن أقبل به، أما أن أجعل من السند معيارًا ساميًا وأقبل بالحديث بناءً عليه، ثم أجعل الحديث مهيمنًا على القرآن أو ناسخًا له مثلاً، فأنا لا أقبل بذلك أبدا.
في هذا السياق، أود لفت الانتباه إلى سبب رفض الكثيرين للسنة النبوية. فمن رفضوها ادعوا أنها لا تتوافق مع العقل ومع المنطق... إلخ، ولكنهم أخضعوها للعقل والمنطق بمستواهما الراهن والحالي، في حين أن السنة التي تمثل اجتهاد الرسول عليه السلام وفق منطق وعقل وثقافة وعلوم زمانه لا يمكن أن تمتد بذاتها إلى المستقبل حتمًا وبالضرورة. ولهذا السبب طلب الرسول من أصحابه حرق كل ما كتب عنه. لذلك، فأنا أقول إنه يجب أن نحاكم النص ضمن واقعه، ولا تجوز محاكمته ضمن واقع ليس واقعه الذي صدر فيه. أي ضمن فهمهم وثقافتهم هم وليس ضمن فهمنا وضمن ثقافتنا نحن في هذا الزمان.
إن جميع من حاولوا الانطلاق إلى الحداثة عندما لم يحسنوا وضع ضوابط للأصالة مع حتمية عدم الانعتاق الكامل منها، فإنهم أخطأوا السبيل. فلا حداثة بدون الرجوع إلى الأصالة، ولكن ضمن ضوابط صارمة لا تقبل كل ما وردها من الماضي كما هو بعزله عن السياق الذي نشأ فيه.
التراث والعلاقة بين الفلسفة والعلم
بالنسبة لكتب التراث، فلا يسعني إلا أن أعترف بأن الكثير منها كان مجرد نسخ ولصق بلا أي إضافات نافعة، فهذا لا نحتاجه ولا داعي له. ولكن ما لا شك فيه أن الكثير من كتب التراث تعتبر مراجع لا يُستغنى عنها. مع ضرورة توضيح أن العلماء الذين خطوا لنا تلك الكتب كانوا يقدمون في كتبهم محاولات للتوفيق بين القرآن والحديث عندما يبدو أن هناك تعارضًا بينهما، ولكن وفق منظورهم ومعتقداتهم ومناهجهم التي كانت سائدة ومهيمنة على عقولهم وأنماط تفكرهم. ولنا أن نقبل منها أو لا نقبل بما يلائم احتياجاتنا وزماننا، وأن نترك ما لا يناسبها بحسب منهاجنا في التفكير وبحسب حيثيات زماننا.. إن لنا الحق في أن نقول ما نريد مثلما قال الأولون ما أرادوا، ولن نكون بقولنا بخلاف ما قالوا مقللين من شأنهم. ونقول هم اجتهدوا وأصابوا وأخطأوا، ولنا الحق في أن نفعل مثلما فعلوا، وأن ننتقد الأفكار وليس الأشخاص.
بالنسبة للمجتمعات الإنسانية، فأستطيع القول بأن معظمها إن لم تكن جميعها مُغيبة. إن من يتمكن من مراقبة ومشاهدة هذه المجتمعات من الأعلى ليُطل أكثر على المشهد يستطيع أن يكتشف أن هناك تضييعًا وهدرًا شبه كامل للقيم. إن أخطر ما في المؤامرة الشيطانية أنه جاء لكل مجتمع من داخل خصائصه ومن داخل تفاصيل معتقدهم ليكون اختراقه لهم سلسًا وسهلاً. فهو يوظف أفكارك ومعتقداتك وخصائصك وقيمك ضدك، وهذه هي الكارثة التي وقعت فيها كل المجتمعات الإنسانية بدون استثناء، حتى على المستويات السياسية والاقتصادية.

أما على صعيد العلاقة بين الفلسفة والعلم، أقول بأنه كانت هناك محاولات دائمة عبر التاريخ لتمزيق العلاقة بين الفلسفة والعلم، لأن الربط بينهما من شأنه أن يؤدي إلى إيجابيات هائلة لصالح الإنسان، لذلك كان استهداف هذه اللحمة من أهم ركائز الخطة الشيطانية. لذلك نلاحظ دائمًا خاصة عند أهل الديانات حربًا شعواء على الطروحات الفلسفية. بل إن العلوم الطبيعية نفسها راحت تحارب الفلسفة وتدعي الاستغناء عنها، مع أن تطور العلوم يؤكد أنه لا بد من التوأمة بين الفلسفة والعلوم. وهو ما أسميه تزويج الفلسفة بالعلم، ولا يمكن للعلم أن يتطور إلا من خلال أمومة الفلسفة له.
أما عن طبيعة الطرح، فسوف نستخدم النصوص الدينية التي وردت في الكتاب المقدس، سواء القرآن أو التوراة أو الإنجيل، وما صح من أحاديث الرسول الكريم وفق منهجنا في ضرورة عدم التعارض مع ما جاء في القرآن. بل إننا لن نتردد في الأخذ عن الصحابة العظام أو عن العلماء الكبار في ما يلزمنا. بالنتيجة فإن فلسفة التشخيص والتجريد تشكل بناءً لجسور بين الماضي والمستقبل بحيث ترتكز على القواعد الصحيحة النقية التي أسستها الإنسانية في الماضي لنرتقي في بنائنا الوعيوي في آفاق المستقبل بتجرد وحيادية وموضوعية دون أي تمييز بين إنسان وآخر على أي أساس ديني او عرقي او إثني أو طائفي أو من حيث جنسه أو لونه أو جنسيته أو وطنه فالهدف الأسمى في هذه الفلسفة هو الإرتقاء بالإنسانية جمعاء من خلال زيادة الوعي والبناء المعرفي والقيَمي والأخلاقي والبعد عن كل ما يعيق هذا الارتقاء من فوضى وأذى واعتداء وتمييز وإساءة وتخلف وجهل من أي نوع كان وتحت أي شعار ومسمى وبعيدا عن أي نوع من انواع خطاب الكراهية.. ومن خلال تعظيم دور حرية الإنسان في البحث والتطوير والتحضّر والتعلّم ضمن دائرة الإخاء الإنساني..
من الحلقة التمهيدية لبرنامج الأبعاد السبعة

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

الأبعاد السبعة طبيعة خلق المسيح العجائبية..!

الأبعاد السبعة طبيعة خلق المسيح العجائبية..!

طبيعة المسيح: الخلق العجائبي والروح الكاملة
إن طبيعة المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هي محور الإشكاليات الدينية التي نتناولها، فالحقيقة التي يطرحها القرآن هي أن المسيح ليس بشرًا عاديًا، كما أنه ليس إلهًا أو ابن إله. بل هو خلق فريد، جمع الله فيه بين صفات فوق بشرية ومظهر إنساني. هذا المفهوم يتجاوز الثنائية التقليدية في الفهم، ويؤسس لنموذج جديد.

فلقد أراد الله عز وجل أن يقيم الحجة على الإنسانية، التي كانت تطلب أن يأتيها الأنبياء من الملائكة لا من البشر، فقالوا "لو شاء الله لأنزل ملائكة". لذلك، بعث الله لهم ملكًا رسولًا في صورة بشرية، وهو المسيح. هذه الصورة لم تكن مجرد تمثيل، بل كانت تجسيدًا حيًا لروح ملائكية في جسد إنساني.

القرآن الكريم يصف المسيح بأنه "كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه". هذه الصفة العظيمة، "روح منه"، لم تُطلق على أحد غيره، وهي تؤكد أن روحه ليست روحًا بشرية عادية، بل هي روح علوية طاهرة. عندما سألت مريم العذراء عن كيفية حملها، جاءها الجواب:

قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا ﴿18﴾ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا. (سورة مريم، الآية 18-19)

إن قوله "لأهب لك" بدلًا من "ليهب لك الله" يحمل دلالة عميقة. فالملك هنا لا يتحدث عن هبة من الله بشكل منفصل عنه، بل يؤكد أن الهبة تأتي من خلاله مباشرة، وهذا يؤكد على طبيعته الملائكية وقدرته على الإعطاء، وهي قدرة لا يمكن أن تتوفر في بشر عادي. هذه الروح هي مصدر القوة التي كانت تمنح المسيح قدراته الخارقة، مثل إحياء الموتى وشفاء المرضى، والتي كانت تُنسب إليه مباشرة من قبل الناس، حتى أدى ذلك إلى إشكالية تأليهه.

إن وصف القرآن للمسيح بأنه "بشرًا سويًا" لا يعني أنه إنسان عادي مثلنا، بل يعني أن جسده اكتمل بشكل بشري ليحمل هذه الروح الكاملة. هذا المزيج الفريد هو ما يفسر قدراته العجائبية، فجسده البشري كان مجرد وعاء لروح عظيمة، مما جعله قادرًا على إحداث المعجزات دون أن يتأثر بأي من نقاط الضعف البشرية، كالألم والموت.

دلالات الطبيعة العجائبية على قضية الصلب
تترابط قضية الصلب ارتباطًا وثيقًا بطبيعة المسيح الفريدة. فالذين ظنوا أنهم صلبوه وقتلوه، لم يكونوا يدركون أنهم يتعاملون مع كيان يختلف عن البشر. فالذي يمتلك القدرة على إزالة آلام الآخرين بلمسة، والذي يحيي الموتى، كيف يمكن أن يتأثر بالألم أو أن يقع عليه فعل القتل؟

هنا يأتي الإعجاز القرآني في قوله تعالى:

وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. (سورة النساء، الآية 157)

إن مفهوم "شُبِّهَ لَهُمْ" لا يعني أنهم صلبوا شخصًا آخر، بل يعني أن فعل الصلب والقتل لم يترك أثره المعتاد على المسيح بسبب طبيعته الملائكية. لقد قاموا بكل الخطوات التي تؤدي إلى القتل، لكن النتيجة لم تكن الموت. هذا التعبير يحمل دلالتين: الأولى أنهم لم يقتلوه قطعًا، والثانية أنهم لم يكونوا متيقنين من قتله. فكيف يمكن أن يُقتل "كلمة الله"؟

لقد كانت هذه الطبيعة العجائبية للمسيح هي الحائل بينه وبين الموت على الصليب، ولهذا السبب قاموا بكل أفعال الصلب والقتل، لكن النتيجة لم تكن الموت. هذا هو جوهر الفلسفة التي تطرحها الحلقة، وهي أن طبيعة المسيح تختلف عن طبيعة البشر، وأن فهمنا لقضية الصلب يجب أن ينطلق من فهمنا لهذه الطبيعة الفريدة.

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

الأبعاد السبعة | حوار وأسرار مع هاشم نصّار  الحلقة التمهيدية: البدايات والرؤية والموقف من الأديان والجماعات

الأبعاد السبعة | حوار وأسرار مع هاشم نصّار الحلقة التمهيدية: البدايات والرؤية والموقف من الأديان والجماعات


في الحلقة التمهيدية من برنامج الأبعاد السبعة | حوار وأسرار مع هاشم نصّار، يُطل الدكتور هاشم على جمهوره ليقدّم لهم مفتاحًا لفهم مشروعه الفكري والإعلامي، عبر رواية بداياته الشخصية والعلمية، وعبر رسم ملامح موقفه من الدين والإنسان والجماعات التي تتنازع المشهد الفكري والديني.

من التعليم التقليدي إلى البحث الحر

منذ طفولته، اتسمت شخصية هاشم نصّار بنزعة نقدية واضحة تجاه أساليب التعليم التلقيني. فقد كان يرى أن الجلوس على مقاعد الدراسة في المدارس النظامية مضيعة للوقت إذا لم يكن التعليم قائمًا على البحث والتأمل والتفكر. هذه القناعة المبكرة جعلته كثير الغياب عن المدارس، في حين كان يوجّه طاقته نحو التعلم الذاتي والتعمق في القراءة الحرة.
لقد ميّز هاشم بين المعرفة الميتة التي تُلقَّن دون وعي، وبين المعرفة الحية التي تُكتسب بالتفكر والنقاش والتجربة. هذا الوعي المبكر كان أساسًا لمسيرته اللاحقة، حيث أصبح البحث الحر عنده بمثابة طريق للحياة لا مجرد وسيلة للتحصيل العلمي.

النشأة السلفية والتأثيرات المبكرة

نشأ نصّار في بيئة سلفية متأثرة بأعلام كبار، أبرزهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله. وقد أتاح له هذا الانتماء المبكر أن ينهل من علوم الحديث والرجال والمتون الشرعية، وأن يحفظ الكثير من النصوص في سن صغيرة. إلا أن هذه التجربة، على الرغم من غناها العلمي، لم تمنعه من مراجعة ونقد الأطر المغلقة التي تتحول فيها النصوص إلى قوالب جامدة تحجب روح الدين ومعناه الأصيل.

لقد منحته هذه النشأة المزدوجة – بين الالتزام الصارم والتفكير النقدي – قدرة على أن يرى بوضوح كيف يمكن للإنسان أن يقدّس النصوص حتى تتحول إلى أداة للانقسام بدل أن تكون وسيلة للهداية والتقريب. وهذا الوعي قاده إلى صياغة موقف متزن من الأديان والطوائف والجماعات، موقف يقوم على النقد من جهة، وعلى احترام التنوع من جهة أخرى.

القانون والفلسفة والرؤية الإنسانية

لاحقًا، توجّه نصّار إلى دراسة القانون، فجمع بين التكوين الشرعي المبكر والخبرة القانونية والفكرية، وصولًا إلى الدكتوراه في القانون. هذا المزج بين النصوص الدينية والقوانين الوضعية والفلسفة الإنسانية كوّن لديه رؤية شمولية تنظر إلى الإنسان كقيمة مطلقة قبل أي انتماء، وترى أن الأصل في الدين هو الإنسان، لا العكس.
هذه الخلفية المتعددة جعلت من هاشم نصّار مفكرًا قادرًا على أن يربط بين الإيمان والحرية، وبين الروح والعقل، وبين النص والواقع، دون أن يقع في فخ التعصب أو الإقصاء.

الموقف من الأديان والجماعات والطوائف

في الحلقة التمهيدية، يوضح نصّار موقفه من الأديان والجماعات الدينية والمذاهب الفكرية. فهو يرى أن الأديان السماوية جاءت في جوهرها لخدمة الإنسان، ولتثبيت القيم العليا كالعدل والرحمة والتعايش. غير أن التاريخ أظهر أن الجماعات والطوائف كثيرًا ما اختطفت هذه الرسائل النقية وحولتها إلى أدوات صراع وتناحر.
ينتقد نصّار النزعة الانغلاقية التي تجعل من الانتماء الطائفي بديلاً عن الانتماء الإنساني، ويرفض احتكار الحقيقة من قِبل أي جماعة، سواء كانت سلفية، أو أشعرية، أو حتى التيارات التي تصف نفسها بالتنويرية. فهو يعتبر أن كل جماعة حين تدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة إنما تقطع الطريق أمام الحوار وتُقصي المختلف.

إن موقفه يتجاوز النقد إلى الدعوة لبناء دين الإنسانية، حيث لا يُلغى التنوع، بل يُحتفى به كجزء من الثراء البشري. في هذا الإطار، يدعو نصّار إلى تجاوز حدود الطائفة والمذهب نحو فضاء أرحب يجمع بين القيم المشتركة، دون أن يلغي خصوصيات الأفراد والجماعات. فالتدين عنده ليس هوية مغلقة، بل تجربة روحية وفكرية مفتوحة على الآخر.

الأبعاد السبعة: مشروع للحوار العميق

من هنا، يتضح أن برنامج الأبعاد السبعة | حوار وأسرار ليس مجرد منصة إعلامية، بل هو مشروع فلسفي وإنساني يسعى إلى إعادة طرح الأسئلة الكبرى: كيف نتجاوز الانقسامات دون أن نفقد هوياتنا؟ كيف نُعيد قراءة النصوص في ضوء مقاصدها لا في أسر قوالبها؟ وكيف نبني إنسانية مشتركة قائمة على العدل والرحمة، لا على الهيمنة والسيطرة؟

الحلقة التمهيدية إذن تمثل المدخل لفهم مسار طويل، مسار يتقاطع فيه الشخصي مع الفكري، والتجربة الفردية مع الهمّ الإنساني العام. وهي تعلن بوضوح أن هاشم نصّار لا ينحاز إلا إلى الحقيقة والإنسان، وأن مشروعه الفكري يقوم على النقد البناء، وعلى الدعوة إلى احترام جميع الأديان مع تجاوز حدود الطائفية إلى أفق أرحب: أفق الإنسانية الجامعة.

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

أليس الله بكافٍ عبده..!

أليس الله بكافٍ عبده..!

عندما تُوكِل أمورك لله فهو وحده خصيمٌ لكل مَن يُؤذيك وهو سبحانه كافيك .. اليس الله بِكافٍ عبده؟!!
هاشم نصار 2012

عرض المزيد

التعليقات:

Souad zidi : اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك
2025-09-23 15:35:24
الإنسان هو مركز القضية كلها..!!

الإنسان هو مركز القضية كلها..!!

الإنسان هو مركز القضية كلها..!!
من هنا نبدأ التغيير..!!

في خِضَمِّ عقليتنا النمطية الموروثة غابت عنّا أهم القيم والمبادئ التي من اجلها بعث الله الرسل وأنزل الكتب ووضع الموازيين ..!!

ومن أهم هذه المبادئ المندثرة : مركزية الانسان بالنسبة للدين ..!!

ويعني ذلك وبعكس فهمنا للأمور أن الدين جاء لخدمة الانسان وتوجيهه نحو تحقيق مصالحه على مستوى الفرد والجماعة ..!!

وتبدأ المسألة من أن الله سبحانه غنيٌ عن العالمين ..!!

..وأنه سبحانه وتعالى بعث الرسل وشَرّفَهُم بواجب عظيم ألا وهو خدمة الانسانية ومصالحها وسموها ونهضتها في جميع مناحي الحياة ..!! لو أننا فهمنا هذه المسألة ..! أقول لو أننا فهمناها ..!! لما رأيت أحدا يحارب أحدا من أجل الدين لما رأيت أحدا من البشر يرفع أحدا مهما كانت صفته ومكانته فوق مكانة الناس أجمعين ..! لما رأيت أحدا يُقدّس طائفة فوق العالمين .. لما رأيت أحدا يؤوّل النص لسحق الناس ..للتمييز بينهم.. لتفريقهم.. لتعذيبهم وتدميرهم ..!!

لابد لنا من التمييز بين خدمة الأمة بالدعوة الى الدين القويم الذي يحقق مصالحها وبين تطويع وإخضاع الأمة لخدمة الدين ..!!

وخير مثالٍ لنا في هذا المقام هو الدساتير التي تضعها الأمم لبناء دولها فإن هذا الدستور وضعه الشعب أو وُضع له ليخدم مصالحهم.. ولا بأس والحال كذلك بل الواجب هو احترام هذا الدستور والمحافظة عليه طالما ان نصوصه من حيث الأصل والتطبيق تحقق الأهداف التي وُجِد الدستور من أجلها وهي صيانة مبادئ العدالة والحرية وحقوق الأفراد وتنظيم علاقة الدولة بهم وعلاقتهم ببعضهم وبيان السلطات الخادمة لهم وعلاقة هذه السلطات فيما بينها وتحديد وظائفها التي أسندها الدستور لها خدمة للشعب ..! فإن أصبح الدستور عاجزا عن تحقيق هذه الأهداف فإنه يفقد إحترامه ويلزم تغييره وإعادة صياغته بما يضمن خدمة الشعب ومصالحه العليا وهذا ما حصل مرارا عبر تاريخ الدول والشعوب..!

وحيث أن القرآن العظيم دستور رباني أسس لدينٍ يحفظ للأمم كرامتها ويحقق أهدافها فكان لابد ولزاما أن يكون دستورا جامعا مانعا وكذالك مختصرا وواضحا يضع الأسس العامة والسياسات التشريعية التي يستند اليها الافراد والجماعات في تشريعاتهم بما يتوافق مع ثقافاتهم وأنماط حياتهم المختلفة عبر العصور .. وكان بالنتيجة لزاما أن يبقى نصّ القرآن ثابتا من حيث اللفظ ومتغيرا متطورا متحركا من حيث المعنى ليحقق توازنا وانسياقا وتوافقا مع المتغيرات التي تطرأ على الافراد والمجتمعات خلال حركة التاريخ وسيرورته أخلاقيا وإجتماعيا وإقتصاديا...!

وعلى ذلك فإن أي إسقاط لفهم الدين - ضمن مرجعيته القرآنية – من زمان على زمان او من مكان على مكان من حيث التطبيق ..! أو من أشخاص على آخرين من حيث الفهم..! لا يمكن ان يكون ملزماً إلا ان عَبَّر عن مبادئ اساسية تخدم المصلحة العامة للإنسانية والا فإن لكل أمة أن تفهم القرآن بما يتوافق مع مبادئها الاساسية من ناحية وثقافتها ونمط حياتها من ناحية أُخرى وبهذا يخرج الدين عن فهمه بحسب العقلية النمطية العربية الصحراوية التي كانت سائدة قبل الف سنة .. ليكون قابلاً للتطبيق بما يحقق سمو أمم الأرض جميعاً .. بدل أن يكون كما هو الحال اليوم وبسبب التشويه المقيت الذي طرأ على فهمه أداة تستخدم في كل هذه النزاعات والانتكاسات والحروب وتتم بإسمه ..!

أيُّ ظلم اقترفناه حين تم التحولّ من توظيف الدين ليحقق مصالح الناس الى توظيفه ليكون سببا في شقائهم ؟!!

وأي إجرامٍ أجرمناه عندما صورنا للناس إله الرحمة على انه إله قتل وحرب؟!!

وأي جناية جنيناها عندما حولنا رُسل الهداية إلى رُسل الغواية ؟!!.

هاشم نصار 2015

عرض المزيد

التعليقات:

مروة: سبحان الله
2025-09-23 18:28:25
التدوير ضد التنوير..!!

التدوير ضد التنوير..!!

التدوير ضد التنوير..!!
اعادة إنتاج العفن الثقافي والسلوكي والفكري والفلسفي..!!

في بيوتنا نقوم بإعادة إنتاج ذواتنا من خلال أولادنا ..!!

وفي المدارس والجامعات والمعابد والكنائس والمساجد نقوم بإعادة إنتاج أفكارنا وموروثاتنا من خلال طلابنا ..!!

هذه هي آلية تدوير الذات وإنتاج العفن ..!!

لنتوقف عن التلقين ..عن حشوا العقول بالموروث والمنقول..! دون حثها على التفكر والتأمل والتدبر..! والتصور والتخيل ..! والدهشة والذهول ..! والسفر عبر الآفاق واختراق المجرات والأفلاك .. والأكوان والسماوات ..!!

لعل الأجيال القادمة تصنع وطناً أجمل.. تنتج فكرأً أشمل .. تتأوّل دينا أرحم .. تتصور رباً أعدل ..!!

هاشم نصار 2017

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

القواعد العشرة التي تأسس عليها الفكر الكهنوتي الإقصائي…!!

القواعد العشرة التي تأسس عليها الفكر الكهنوتي الإقصائي…!!


ان الباحث المتعمق في تاريخ كافة الجماعات الاصولية المتطرفة يجد ان هذه الجماعات اعتمدت في معتقداتها وتشريعاتها على مجموعة من القواعد التي وضعتها كل جماعة بالاستناد على طائفة من النصوص كيّفتها وأوّلتها بمنهج احادي القطبية وإقصائي لا يعترف برأي الآخر ولا يقيم له وزنا ابدا.. وبما يتناسب مع فلسفة هذه الجماعة وتوجهاتها ..!! وانعكست هذه التأويلات التي غدت عقائد ومسلمات لا يمكن التشكيك فيها أو حتى مجرد ابداء الرأي إزاءها ..! انعكست على التشريعات المختلفة لهذه الجماعة وأثرت على سلوكها وأخلاقها وطريقة تعاملها مع الآخر على أساس انها تمتلك الحق المطلق الذي على اساسه تستطيع تقييم عقائد كل الافراد والجماعات ومن ثم تصنيفهم الى مؤمن وكافر .. ضاربة بعرض الحائط شمولية رسالة الاسلام وانسانية تعاليمه ..!

ومن أهم المحاور التي ساهمت في البناء العقدي والفكر السلوكي والمنهجي لدى هذه الجماعات ما يلي:

1- تعدد مصادر التشريع والمساواة بينها من حيث القوة وتغليب بعضها على بعض احيانا بما يتفق وفلسفة الجماعة..!

2- وضع قواعد أصولية عليا لا يمكن لأحد مناقشتها او التشكيك فيها تحت طائلة التكفير والخروج من الملة..!

3- وضع قواعد لأصول الفقه والتفسير تُسهل عملية تغليب مصدر على الآخر وتسمح بوضع منظومة تشريعية حدّية وتسلطية..يتحكم بها رجال الدين بقداسة تأويلاتهم..!

4- اعتماد قواعد علم الرواية والدراية وعلم الرجال بالاعتماد على معايير إقصائية ومطاطة تسمح بتصحيح الاحاديث وتضعيفها بما يتفق وفلسفة الجماعة ..!

5- تطويع اللغة بما يتلاءم مع توجهات الجماعة واسسها العقدية..!

6- تصنيف العلماء وتقسيمهم بناء على قربهم من عقيدة الجماعة وبعدهم عنها وليس على اساس موضوعي حيادي ومجرد..!

7- قراءة التاريخ قراءة انتقائية تستبعد كل الوقائع والنصوص والاخبار التي تختلف مع فلسفة الجماعة وتوجهاتها..!!

8- شن الحروب التكفيرية والتشكيكية على الآخر ومهاجمة الاشخاص على حساب مناقشة الافكار..!

9- التهديد والتلويح الدائم عبر التاريخ بسيف الردّة والجزاء والوعيد والتهديد للمخالفين لهم بالرأي

10- تجنيد العوام بالخطاب الديني العاطفي تارة وبالترهيب بالخطاب الجزائي الدنيوي والأخروي تارة أخرى ..!

هاشم نصار 2012

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

أليس الله بكافٍ عبده؟!

أليس الله بكافٍ عبده؟!

أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ..؟!
لكم يدهشني حال مَن لا يتمنى لغيره الخير ثم يدعو الله أن يرزقه ويعطيه ..؟!! ويرعبني كيف أنه لا يستحيي من الله وهو عالم بكل ما يخفيه ..؟!!

وأعمى منه من يتمنى لغيره الشرّ ويؤذيه .. فإذا خلا بربه ناجاه أن يحفظه ويحميه ..!!

يا ربّ: أعطِ الأول ما يُطَيّبُ قلبه ويجبره ويجليه .. وأعطِ الثاني ما يداوي أمراض نفسه ويشفيه ..

واحفظنا من أن نكون كما الإثنين واجعل لنا أنقى من القلبين...

هاشم نصار 2017

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

الخصوصية والتعامل مع الانترنت..!

الخصوصية والتعامل مع الانترنت..!

لا يوجد خصوصية أبدا ..!!

من خلال خبرتي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشبكات أقول لكم :

معادلة الخصوصية بسيطة جدا !

على أي جهاز مربوط أو يمكن ربطه على الشبكة في أي وقت.. !!

سواء أكان مقفلاً أو فعالاً أو بدون بطارية..!!

لا يوجد أدنى خصوصية..!!

لا يوجد أي برنامج محمي..!!

لا يوجد أي مضاد للإختراق ولا أي جدار ناري يمنع إختراق جهازك..!!

حتى وان مسحت المعلومة أو فرمّتَ جهازك عدة مرات ..!!

ومهما كانت الاعدادات التي قمت بتفعيلها ..!

كل ضغطة زر على الكيبورد مسجلة عليك سواء على السيرفر الفرعي أو المركزي ويمكن استعادتها في أي وقت..!!

كل صورة .. كل صوت.. كل حرف .. كل إعجاب .. كل تعليق .. كل منشور ..كل رأي .. كل إشارة .. كل مشاهدة .. كل بحث .. بل يمكن أحيانا كل فعل مارسته في خلوتك وجهازك معك او بقربك او في نطاق استقباله الصوتي أو المرئيّ..!!

لذا : ..

لا تضع أي معلومة .. لا ترسل أي رسالة .. لا تدع أي كاميرا على أي جهاز من دون تغطيتها .. ! لا تقم بأي ضغطة زر.. لا تصور أي صورة .. لا تبحث عن أي شيء على الشبكة ..!! الا ان كنت لا تمانع في نشر ما تقوم به على العالم بأسره في أي وقت ..!!

فكر كثيرا وعميقا جدا ولأبعادٍ ولسنواتٍ ماذا وكيف ومتى ومن سيستغل أي حركة تقوم بها ..!!.

هذا ما يستحق أن تنشره وتساعد به الآخرين ..!!

هاشم نصار 2016

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

لماذا الحب؟!

لماذا الحب؟!

لماذا الحب ..؟!
الحب ليس عارضاً او مجرد مجاملة او واجهة مصطنعة ..!!

وانما هو حالة يجب أن تكون مُتَأصِلة في المؤمن الحق..!

حبك للناس يقربهم منك ويسمح لك بالغور في اعماقهم وسبر اغوارهم بل وتغيير الفاسد من معتقداتهم بكل سهولة ويسر واخلاص وود ..!!

حتى الملحد احوج ما يكون لحبك ..!!

فبحبك يصل الى ان هناك عظيماً قد اسبغ عليك نعمه وهناك كريماً قد هداك سبله وهناك رحيما قد ارخى عليك سكينته ..دعه يتعرف من خلال الحب على من زرعه فيك ..!!

هاشم نصار2015

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

تكاد السماء تمطر علينا الكره والبغض أمطارا..!!

تكاد السماء تمطر علينا الكره والبغض أمطارا..!!

تكاد السماء تمطر علينا الكره والبغض أمطارا..!! ونحن نقول هل من مزيد ..!
كفوا .. تنازلوا .. ترفعوا .. تواضعوا.. تسامحوا .. تصالحوا .. وكونوا عباد الله إخوانا ..

تكاد السماء تمطر علينا الكره والبغض أمطارا..!! ونحن نقول هل من مزيد ..!
كفوا .. تنازلوا .. ترفعوا .. تواضعوا.. تسامحوا .. تصالحوا .. وكونوا عباد الله إخوانا ..

من أين لكم كل هذا الكبر؟!! وكيف خزّنتم في قلوبكم كل هذا السواد ؟!!

والله لأن تعصي الله بالمحبة..!! خيرا لك من أن تطيعه بالكراهية ..!!..

هاشم نصار 2016! وكيف خزّنتم في قلوبكم كل هذا السواد ؟!!

والله لأن تعصي الله بالمحبة..!! خيرا لك من أن تطيعه بالكراهية ..!!..

هاشم نصار 2016

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

المنصف..!

المنصف..!


المُنْصِفُ لـو أتيتَ لـهُ بِحُجة .. بلّ من غير حُجَةٍ أنصفك ..
والظالـمُ لو أتيت له بكـل حُجَةٍ .. ما أنصفك .. بل ظلمك ..

فَهَـّون على نفسـك ما دام لك ربٌ بجميلِ الصبرِ أكرمـك ..

يا ربّ كيف يخيب ظني والحكمُ لك وانت انت ما أعدلك ..

هاشم نصار 2016

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

من أصلح الناس ومن أفسدهم؟

من أصلح الناس ومن أفسدهم؟

سألني صديقي من أفسد الناس ؟!! قلت له سأكون أنا ان أجبتك ..!!
فسألني من أصلح الناس ؟!! قلت له ستكون انت ان انشغلت بنفسك عنهم ..!

هاشم نصار 2015

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.

المصابيح التي نصنعها لتنير لنا الطريق أعمتنا وأضلتنا..!!

المصابيح التي نصنعها لتنير لنا الطريق أعمتنا وأضلتنا..!!

المصابيح التي نصنعها لتنير لنا الطريق أعمتنا وأضلتنا..!!
.. في هذه الليالي الحالكات اتدرون ما أخطر ما فيها ؟!!

كثرة الأضواء المزيفة التي حجبت عنكم رؤية نجوم السماء المتألقة ..!! وكلما أكثرتم من هذه الأضواء المزيفة كلما حجبتم عن أنفسكم نور السماء أكثر ..!!

أطفئوا هذه الأضواء ليصلكم نور السماء ..!! أسقطوا القداسة عن الأشخاص المزيفين ..! أما كفاكم ما حجبتم من النور ..

يكفي ضوء مصباح مزيف واحد على نافذة عقلك ليحجب عنك نور الف الف نجمة ..!!

المصباح الذي يسطع في وجهك يعميك ولا يهديك ..!!

جرب ان تتجرد من كل تلك الأضواء المبهرة .. وتقلب بوجهك في السماء ..!! تأمل ..تفكر .. وتدبر .. قد تدرك ساعتها هول ما فاتك من نور المعرفة ..!! التي ما حجبك عنها الا ما ظننته يهديك اليها ..!!

هاشم نصار 2017

عرض المزيد

التعليقات:

لا توجد تعليقات بعد.