الإنسان هو مركز القضية كلها..!!

الإنسان هو مركز القضية كلها..!!

20-09-2025

الإنسان هو مركز القضية كلها..!!

الإنسان هو مركز القضية كلها..!!
من هنا نبدأ التغيير..!!

في خِضَمِّ عقليتنا النمطية الموروثة غابت عنّا أهم القيم والمبادئ التي من اجلها بعث الله الرسل وأنزل الكتب ووضع الموازيين ..!!

ومن أهم هذه المبادئ المندثرة : مركزية الانسان بالنسبة للدين ..!!

ويعني ذلك وبعكس فهمنا للأمور أن الدين جاء لخدمة الانسان وتوجيهه نحو تحقيق مصالحه على مستوى الفرد والجماعة ..!!

وتبدأ المسألة من أن الله سبحانه غنيٌ عن العالمين ..!!

..وأنه سبحانه وتعالى بعث الرسل وشَرّفَهُم بواجب عظيم ألا وهو خدمة الانسانية ومصالحها وسموها ونهضتها في جميع مناحي الحياة ..!! لو أننا فهمنا هذه المسألة ..! أقول لو أننا فهمناها ..!! لما رأيت أحدا يحارب أحدا من أجل الدين لما رأيت أحدا من البشر يرفع أحدا مهما كانت صفته ومكانته فوق مكانة الناس أجمعين ..! لما رأيت أحدا يُقدّس طائفة فوق العالمين .. لما رأيت أحدا يؤوّل النص لسحق الناس ..للتمييز بينهم.. لتفريقهم.. لتعذيبهم وتدميرهم ..!!

لابد لنا من التمييز بين خدمة الأمة بالدعوة الى الدين القويم الذي يحقق مصالحها وبين تطويع وإخضاع الأمة لخدمة الدين ..!!

وخير مثالٍ لنا في هذا المقام هو الدساتير التي تضعها الأمم لبناء دولها فإن هذا الدستور وضعه الشعب أو وُضع له ليخدم مصالحهم.. ولا بأس والحال كذلك بل الواجب هو احترام هذا الدستور والمحافظة عليه طالما ان نصوصه من حيث الأصل والتطبيق تحقق الأهداف التي وُجِد الدستور من أجلها وهي صيانة مبادئ العدالة والحرية وحقوق الأفراد وتنظيم علاقة الدولة بهم وعلاقتهم ببعضهم وبيان السلطات الخادمة لهم وعلاقة هذه السلطات فيما بينها وتحديد وظائفها التي أسندها الدستور لها خدمة للشعب ..! فإن أصبح الدستور عاجزا عن تحقيق هذه الأهداف فإنه يفقد إحترامه ويلزم تغييره وإعادة صياغته بما يضمن خدمة الشعب ومصالحه العليا وهذا ما حصل مرارا عبر تاريخ الدول والشعوب..!

وحيث أن القرآن العظيم دستور رباني أسس لدينٍ يحفظ للأمم كرامتها ويحقق أهدافها فكان لابد ولزاما أن يكون دستورا جامعا مانعا وكذالك مختصرا وواضحا يضع الأسس العامة والسياسات التشريعية التي يستند اليها الافراد والجماعات في تشريعاتهم بما يتوافق مع ثقافاتهم وأنماط حياتهم المختلفة عبر العصور .. وكان بالنتيجة لزاما أن يبقى نصّ القرآن ثابتا من حيث اللفظ ومتغيرا متطورا متحركا من حيث المعنى ليحقق توازنا وانسياقا وتوافقا مع المتغيرات التي تطرأ على الافراد والمجتمعات خلال حركة التاريخ وسيرورته أخلاقيا وإجتماعيا وإقتصاديا...!

وعلى ذلك فإن أي إسقاط لفهم الدين - ضمن مرجعيته القرآنية – من زمان على زمان او من مكان على مكان من حيث التطبيق ..! أو من أشخاص على آخرين من حيث الفهم..! لا يمكن ان يكون ملزماً إلا ان عَبَّر عن مبادئ اساسية تخدم المصلحة العامة للإنسانية والا فإن لكل أمة أن تفهم القرآن بما يتوافق مع مبادئها الاساسية من ناحية وثقافتها ونمط حياتها من ناحية أُخرى وبهذا يخرج الدين عن فهمه بحسب العقلية النمطية العربية الصحراوية التي كانت سائدة قبل الف سنة .. ليكون قابلاً للتطبيق بما يحقق سمو أمم الأرض جميعاً .. بدل أن يكون كما هو الحال اليوم وبسبب التشويه المقيت الذي طرأ على فهمه أداة تستخدم في كل هذه النزاعات والانتكاسات والحروب وتتم بإسمه ..!

أيُّ ظلم اقترفناه حين تم التحولّ من توظيف الدين ليحقق مصالح الناس الى توظيفه ليكون سببا في شقائهم ؟!!

وأي إجرامٍ أجرمناه عندما صورنا للناس إله الرحمة على انه إله قتل وحرب؟!!

وأي جناية جنيناها عندما حولنا رُسل الهداية إلى رُسل الغواية ؟!!.

هاشم نصار 2015

التعليقات:

مروة: سبحان الله
2025-09-23 18:28:25